قالوا عن إبراهيم رجب

ملحن مصري من رعيل الرواد . ابراهيم رجب : زمن العمالقة ولى وأغاني اليوم ملوثة ... بالسموم
نصف قرن أمضاه الفنان المصري ابراهيم رجب 72 سنة مع التلحين والموسيقى التصويرية، عاصر خلالها الكثير من مشاهير الغناء والموسيقى والشعر والتمثيل، وتقاسم معهم أعمالاً فنية.
يقول رجب عن بداياته:"منذ طفولتي كنت مولعاً بالغناء والموسيقى. وكنت أحفظ ما أسمعه من أغنيات من الإذاعة المصرية وأردده على مسامع رفاقي في المدرسة أو في المناسبات العائلية والاجتماعية، قبل ان انتسب الى"معهد الموسيقى العالي"في مصر، لأتخرج منه في العام 1958".
أول إطلالة فنية لرجب كانت من خلال شاشة التلفزيون المصري حيث ظهر اسمه في أول عمل مسرحي بعنوان"غرام بنجر بيحب طماطم"مدته 15 دقيقة. وكان ذلك أول عمل يتقاضى عليه مبلغ 60 جنيهاً"يوم كان الجنيه المصري في عز أيامه"، مشيراً الى انه قدم أعمالاً مسرحية أخرى مثل"عفاريت من ورق"و"علي التبريزي"و"أبو علي"، إضافة الى اوبريت تلفزيونية شاركت فيها الفنانة عزيزة عمر المقيمة حالياً في مونتريال، والتي يصفها رجب بأنها صاحبة"الصوت الكلثومي".
أكثر ما يعتز به رجــب في مسيرته الفنية تعاونه مع من يسميهم"عمالقة الشعر والكلمة ورموز الفن الملتزم قضايا الإنسان والشعب والوطن"الذين عاصروا الثورة المصرية في انتصاراتها وانكسارتها، وفي طليعتهم سيد مكاوي الذي تعاون معه في تقديم ألحان لمسرحية"القاهرة في ألف عام"ولفيلم"خلي بالك من زوزو"بطولة سعاد حسني وحسين فهمي، وكذلك صلاح جاهين المتعدد المواهب رسماً وغناء وتأليفاً موسيقياً.
أما علاقته بالشاعر عبد الرحمن الابنودي فكانت أكثر تنوعاً، وجاء معظمها عقب هزيمة 1967، وتميزت بالدعوة الى الاستنهاض والصمود، مثل أغنية"يا بيوت السويس"لمحمد حمام ومسلسل"الفلاح"الذي يدعو الى التضامن الاجتماعي والحفاظ على المكتسبات الاجتماعية... وغيرها كثير.
ويشير رجب الى ان العام 2000 شهد آخر نشاطاته الفنية، إذ اختتمه بمسرحيتين للأطفال دمى متحركة بعنوان"الرحلة العجيبة"و"احتجاج على الشمس"ونال عليهما جائزة أحسن ملحن من وزارة الثقافة المصرية.
وعلى رغم الكم الكبير من الألحان والموسيقى التصويرية للأغاني والمسلسلات التلفزيونية والمسرحيات والأفلام والاستعراضات الفنية المتنوعة، فإن رجب لم ينل نصيبه من الشهرة أسوة بسواه من الملحنين المصريين. ويعزو بعده عن الأضواء الى"انني لم أكن أمالئ الصحافة، ويكفيني من الشهرة محبة الناس. وانا راض بما قدمته لوطني".
وإذا كانت لديه رغبة في متابعة نشاطه الفني، يقول:"على رغم انني متقاعد وان الأطباء نصحوني بعدم الإجهاد، إلا انني أتوق الى عمل موسيقي فيه غذاء للروح ولا تدنسه المادة"، مشيراً الى ان"زمن العمالقة ولّى"، مستثنياً عائلة الرحابنة"ورثة سيد دوريش وصلة الوصل بين الفنون الشرقية والغربية"، على حد تعبيره.
وعن رأيه في الفن المعاصر، لحناً وغناء وكلمات، يقول رجب:"مع الأسف فقد الفن العربي أصالته ووهجه وألقه والتزامه قضايا الإنسان والوطن، وبات ملوثاً بالسموم ومجرد سلعة للاستهلاك يقدم على مسارح الهواة".



0 comments:

Post a Comment

اكتب تعليقك هنا